عادت زوجته من بيت أهلها من غير ميعاد ودخلت البيت لتجد باب حجرة نومهما مقفولاً. ولم يعتد زوجها ان يغلقه أبدا وهو في المنزل. كان الأمر غريباً، وكانت تسمع اصوات من داخل الحجره مما جعلها تفعل ما لم تفعله من قبل.
جثت على ركبتيها امام الباب ونظرت من ثقب المفتاح وهناك، رأت ما أسرى رعشة في جسدها وجمّد الدم في عروقها وكاد ان يسقطها أرضاً.
لم تحتمل المشهد أكثر واقتحمت الغرفة وهناك اكتملت الفاجعة. كان زوجها جالساً على السرير وهي مرتمية في حضنه وقد طوقها بذراعيه وكان يداعب خصرها بيدٍ ورقبتها باليد الأخرى.
حدّقت فيهما ولم تنبس ببنت شفة. امتدت اللحظات كأنها دهر. أطرق زوجها برأسه لكن يده لم تفارق خصر عشيقته.
تزاحمت الافكار في رأسها. هل سيكون مصيري نفس مصير مئات النسوة الأخريات في هذا البلد، اللائي هجرهن ازواجهن من قبل؟ كيف يجرؤ على ان يتخذ عشيقة أخرى، ويبدو انه سيرحل معها، ويقضي معها شهوراً، ربما يعود وربما لا يعود، ويتركني وحيدة أقاسي مرارة الوحدة والحرمان؟
لكنه لم يمهلها طويلاً. نهض ونهضت فتاته معه، وخطا باتجاه الباب مُشيحاً بوجهه عن زوجته. قال: هذا هو قراري الأخير، ولا رجعة فيه.
خرج من البيت وهي معه.. تبعته زوجته إلى الباب... لعله يعود عن قراره في اللحظة الأخيرة. لكنه لم يلتفت الى الوراء وتوجه إلى سيارة انتظرته امام البيت، واستقلها ومعه مَن أصبحت منذ اليوم شريكة حياته. قبّلها بحرارة وضمها إلى صدره وتأكد أن رحمها محشوّ بالرصاص..
سارت السيارة حتى غابت بين الأزقة والبيوت، وقد طُبع على زجاجها الخلفي "الله أكبر.. جايينك يا بشار".
0 التعليقات:
إرسال تعليق